لغرس قيم “الاعتماد على الذات”: أب إماراتي يعلم أطفاله النجارة
منذ سن الخامسة
غانم عبد الله المهيري أوضح أنه اختار تعليم أطفاله منذ الصغر لأن الأطفال فضوليون بطبيعتهم ومتحمسون لتجربة كل شيء
بدأ أب إماراتي لخمسة أطفال بتعليم أبنائه الحرف اليدوية بعد تجاوزهم سن الخامسة.
بدلاً من اللعب بالألعاب التقليدية، استخدم هؤلاء الأطفال المسامير والمطارق وآلات نحت الخشب لصنع كراسيهم الأولى من الحديد والخشب. ومن خلال هذه البداية المبكرة، تعلّم الأطفال الصبر، والتركيز، والدقة. واكتشفوا متعة الإبداع بأيديهم والرضا عن الإنجاز.
صرح غانم عبد الله المهيري لصحيفة “الخليج تايمز”: “منذ سن الخامسة، علّمتهم كيفية استخدام آلات نحت الخشب وقدمتها لهم كلعب للقيام بنشاط ممتع”.
قيم الاعتماد على الذات والعمل الجماعي
أوضح المهيري، وهو أب لأربعة أولاد وفتاة، أنه اختار تعليم أطفاله من سن مبكرة لأن الأطفال فضوليون بطبيعتهم ويتوقون لتجربة كل شيء.
تابع آخر الأخبار. تابع KT على قنوات واتساب.
وأضاف: “فكرة تعليم الأطفال الحرف اليدوية ليست للمتعة فقط، بل لغرس قيم الاعتماد على الذات، والصبر، والعمل الجماعي“. تعلّم المهيري هذه المهارات من والده الذي علّمه الاعتماد على النفس، وهو الآن ينقلها لأبنائه، بما في ذلك ابنته.
وأشار إلى أن الأطفال، خلال تجربتهم العملية الأولى، كانوا متحمسين جداً لتجربة جميع المهارات واستمروا في تعلم حرف متنوعة، مثل النجارة الأساسية والأعمال المعدنية الخفيفة.
وشرح أنه يولي دائماً الأولوية لسلامتهم من خلال إرشادهم وتوعيتهم بالمخاطر المحتملة، وكونه بجانبهم باستمرار.
“كلنا ربّان”: منصة للتعليم العملي
يدير المهيري حساب “كلنا ربّان” على إنستغرام، ويسلط الضوء من خلاله على هذه الأنشطة العملية. وبصفته منصة تعليمية ومجتمعية، يركز الحساب على دور الأسرة، وتحديداً دور الأب الذي يعمل كـ “ربّان” لقيادة أسرته.
يهدف الحساب إلى بناء جيل إماراتي قوي ومتوازن من خلال غرس القيم الوطنية والمهارات الحياتية لدى الأطفال عبر الأنشطة العملية وتجارب التعلم الواقعية.
تُظهر الفيديوهات المنشورة هناك حرفاً وأنشطة عملية يمكن للأطفال تعلمها وممارستها، مثل تجميع المغاسل، وإصلاح الطاولات والكراسي، وبناء نوافير صغيرة، والقيام بأعمال النجارة والحدادة الخفيفة في المنزل، ومهارات صيانة السيارات كـ تغيير الإطارات وفحص الزيت وتنظيف المحرك.
وتهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز العمل الجماعي وتطوير المهارات الحياتية وربط الأطفال بقيم العمل الجاد والإبداع، مع تعزيز هويتهم الإماراتية من خلال نموذج تعليمي يجمع بين التعليم والقيادة والخدمة الوطنية.
أشار المهيري إلى أن ردود فعل الناس على الفيديوهات كانت إيجابية للغاية، حيث أشادوا بالطريقة التي يقضي بها الأطفال وقتهم في مهام منتجة بدلاً من ممارسة ألعاب الفيديو.
أكد المهيري أن الحرف اليدوية تساعد الأطفال على التركيز والهدوء وتنمية الانضباط. كما تعلمهم الصبر والإبداع في حل المشكلات، ومتعة إنجاز المهام. وسلط الضوء على أهمية الموازنة بين التكنولوجيا والمهارات العملية وتخصيص وقت لإرشاد أطفاله في استخدام الأجهزة بشكل منتج وتجنب إضاعة الوقت.